السبت، 12 يناير 2013

لبناني حر...لبناني مخدوع باسم الحرية


                                                  لبناني حر

                            لبناني مخدوع باسم الحرية



غادرنا بلادنا الى بلاد الجوار ظناً منا أنا سنقابل برد الجميل والاحسان إلا أن توقعاتنا باءت بالخيبة والألم فاستعنا ببيت من الشعر كانت قد خزنته الذاكره لمثل هذه المواقف الصعبه فتهون علينا الأمور وندرك حينها معنى قول الشاعر: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.        وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا


نعم هذا هو حالنا مع اللبنانين على مستوى الدوله وعلى مستوى الأشخاص إلا من رحم ربي مع اولئك الذين تعتصر قلوبهم على إخوانهم السوريين ولا يستطيعون حيلة إلا في حدود قدرتهم شاكرين لهم حسن صنيعهم ، نعم اولئك الذين حكمتهم روابط الانسانيه قبل الدين وروابط الجوار قبل الخلافات والروابط التاريخيه قبل الذكريات المؤلمه التي خلفها لهم الأسد الأب في بلادهم قبل الأسد الإبن ٠
على كل حال ليس هذا موضوع البحث ، فحديثنا يندرج تحت عنوان: لبناني أكبر مغرور مع أنه أكثر مقهور!

بعد أن عشنا أياما في ظل الظروف القاهره في سوريا والتجئنا الى لبنان الشقيق انجلت لنا بعض الأمور التي كانت سابقا خافية على الجميع فتبين أن معاناة اللبنانيين في وقت السلم لا تختلف كثيرا عن معاناة السوريين في وقت الحرب (الثوره السوريه المباركه ) أليس هذا عجيبا !؟
  
حالة السلم في سوريا كل شئ كان متوفرا وبأسعار مقبوله إذا قارنا هذه الأسعار مع أسعار دول الجوار ، طبعا ليس تكرماً من الدولة الظالمة الجائرة ؛ وإنما الحال هناك يفرض نفسه على الجميع لأن الدوله تدرس الأسعار بحسب قوة رواتب الموظفين وبما أن هذه الرواتب  ليس لها قوه فالأسعار تلقائيا سوف تأتي على شاكلتها وباختصار ، كل شئ متوفر وبأسعار مقبوله حتى الكثير يردد مقولة أن سوريا بلد الغني والفقير ٠وهذا صحيح 


ولكن ما هو المقابل ؟

المقابل هو حرمان المواطن من الحريه بشكل كامل وغير قابل للنقاش ( وهل يناقش العبيد) 
المقابل هو امتلاء السجون وممارسة فنون التعذيب على الذين تجرؤوا وفتحوا افواههم بغير التأيد والتعظيم للحاكم وأطلقوا العنان لأقلامهم وأفكارهم وأحلامهم .
المقابل هو هدر الكرامه في جميع مؤسسات الدوله من خلال طابور ترى أوله ولك أن تتصور أين يكون آخره ومن خلال موظف لئيم بقاقي او موظف بكاكي ومابلاقي ( يعني يعمل كثيرا ولا يجد مردودا يوازي تعبه )
المقابل هو الضرائب والقوانين المفاجئه بين الحين والآخر والتي تصيب المواطن  بالاكتئاب والشلل الفكري  .
المقابل هو الضغط النفسي الهائل لمتابعة تعليم أولادك في الجامعات التي أصبحت مشروعا للتجاره والمتاجره يستأثر بريعها رجال الدوله وأذنابهم على حساب المواطن فقيرا كان او ميسورا على حد سواء (و اللي معوش ما يلزموش ) 
 المقابل كثير وكثير وكثير وفوق احتمال اي حر .

مداخله:
الخبر يللي ما بتعرفوا ولا حدا عرفو أبل هالمره  (ماعدا أهلنا في درعا ) والذي  انتقل الى الكثيرين في الداخل السوري هو التالي :
لماذا كان أطفال درعا هم القشه التي قسمت ظهر البعير؟
محافظ درعا في تلك الفتره قام بالنصب على الأهالي عندما سمح لهم بحفر آبار في أراضيهم لقاء مبالغ متفق عليها.باع الأهالي ما فوقهم وما تحتهم من أجل حفر هذه الآبار متجاهلين ألم تجريدهم من أموالهم مقابل أن يتم ري الاراضي الزراعيه فيزيد المحصول ومن ثم يتم تعويض تلك الاموال المنهوبه 

وباتفاق سري مع ابن خالة الرئيس لا بارك الله فيه عاطف الذي لايحمل في وجدانه ذرة عطف ولانجابه وكان حينئذ رئيس شعبة الأمن السياسي في درعا قام هذا الأخير بردم الآبار التي حفرت متذرعا أن الأهالي لم يراجعوا شعبة الامن السياسي للقيام بذلك وطبعا دون اعادة الاموال للأهالي أو التعويض عليهم الأقل٠
وقبض الاثنان لعنة الله عليهما دون أن يقدروا العواقب الوخيمه التي تنتظرهما لان أمثال هؤلاء عادة لايحسبون حسابا لاحد فالناس كلهم عبيد في حكومة آل الأسد  ٠
   
رأى الأولاد حزن أهاليهم الشديد وبكاؤهم على أموالهم المغتصبه في الوقت الذي كانوا يشاهدون فيه الربيع العربي والثورات التي قامت في تونس وليبيا ومصر وقراءة ماكان يكتبه الثوار في تلك البلاد الحبيبه فما كان منهم الا أن كتبوا عبارات مشابهة ضد الظلم الواقع على أهاليهم ٠والباقي  تعرفونه جيدا ابتداء من حمزه الخطيب ذو الثلاثة عشر عاما ٠

نعود لنقطة البحث:(لبناني أكبر مغرور مع إنه أكتر مقهور )

من خلال وجودنا القصري في لبنان لاحظنا ان اللبناني يعاني نفس معاناة السوري باستثناء أمر واحد  فقط وهو أنه يمتلك الحريه وهو قادر على أن يفتح فمه ليسب من يشاء من دولته دون مساءلة أو اعتقال ، ونسي هؤلاء أن هذا ليس فضلا من حكومتهم الموقره لاسيما ان حكومة لبنان معروف عنها انا مابت...عإصبعت مجروح ٠ إلا أن ظروف الدوله اللبنانيه تختلف عما هي عليه في سوريا  فالحكم عند الأخيره لطائفة واحده تمتلك زمام كل الامور ,أما في لبنان فطوائف الدوله كل واحده منها تمثل دوله قائمه بنفسها وكل واحده تريد أن تظهر بأنها أفضل من أختها فلا مجال هنا لممارسة الكبت السياسي والعنف الفكري في ظل  مثل هذه ظروف ، وبناء عليع فإن مساحة الحريه التي تركت للشعب اللبناني  ليست بسبب أخلاقيات الدوله وانما بسبب فرض الواقع . 

وبطريقة ذكيه سلطت الدوله الضوء على مساحة الحريه تلك ودغدغت بها مشاعر اللبنانيين ورضوا بهذا القدر  الذي لا يسمن ولا يغني من جوع . 


المعادلة اذاً:
الشعب السوري: لا كرامه ، لا حريه ، لا فكر ، لاتعبير، لاتغيير، لا ديموقراطيه ،. مقابل أسعار مقبوله .
الشعب اللبناني : لاكهرباء، لا ماء، لا تعليم ، لا طبابه ، لامقومات حياة سليمه ، مقابل حريه مفتوحه .

السياسيون الخبثاء يوهمون شعوبهم بالحريه وفي مقابلها يعيثون فسادا في البلاد وينهبون الخيرات ليزدادوا غنا  على غنا  ويزداد الفقير فقرا على فقر ٠ 

ومما زاد الطين بلة بالنسبه للبنانيين التعساء أن حزب اللات جاء ليسلبهم حتى هذه الحريه الهشه  والتي يتطاولون  ويتفاخرون بها على الشعوب العربيه المحرومه منها ، 

فمنذ متى أصبح اللبناني اذا أراد أن يشتري موبايل أو كمبيوتر أو آي باد أو آي فون يجب عليه تصوير الهويه واعطاء كافة البيانات الشخصيه وصولا الى عنوانه٠ معنى هذا أنه حرم حتى من الشئ الوحيد الذي كان يتفاخر به على الآخرين  وأصبحت كلمته محسوبة عليه ٠

يالبنان ياللهول 
إجاك الموت ياتارك الصلاه
إجاك حزب اللات يالبناني ياحر












ليست هناك تعليقات: